سامي الغباشي : لم أصدّق نفسي ولم أصدّقهم - ASG Post - موقع إخباري مصري شامل

أخبار

سامي الغباشي : لم أصدّق نفسي ولم أصدّقهم

ASG Post | سامي الغباشي : لم أصدّق نفسي ولم أصدّقهم

 لم أُصدق نفسى .. ولم أصدقهم

 من ديوان " قلب على طاولة "

 سامي الغباشي

 ...
 حاولت أن أكون حقيقيا
 أن أتخلى
 عن القروىّ والمتدين واليسارىّ
 والمتطرف والصوفىّ
 والعائد من الثورة بكوفية تدل أنه كان هناك ..،
 حاولت أن أكون حقيقيا
 أن أُسمّى الذين أراهم
 كما هم فى حقيقتهم ؛
 فالواقف تحت التمثال يبيع " الأعلام "
 ليس سوى عيناً  للأمن على ساكنى الخيمة
 والولد الذى كل مرة
 لا يُنقذ سوى البنت الفائرة من هراوات العساكر
 ليس سوى متحرش محترف ..،
 والمُتشدق بما يتردد
 اللاهث وراء كل كاميرا عابرة
 لعل امه تراه على الشاشات آخر النهار ؛
 ليس سوى " مُسترزق "
 مر من هنا بالصدفة وأعجبته الحكاية
 فهتف واقتسم الأرغفة وتوسد ذراعه آخر الليل
 لذا 
 لا أرى ثورة أمام عينى هنا 
 سأبحث فى الجهة الأخرى
 وأشترى كوفية تليق بالمشهد
 وأستسلم لامرأة
 ترش على وجوه العابرين " الماء بالخميرة "
 لتحمى أعينهم من حرائق الغاز ..،
 حاولت أن أكون حقيقيا
 أن أمشى بتجهم يليق بالثورة
 والهاتفين والشاشة الكبيرة بالميدان
 ولحظة اعتراف الرئيس .. بغير لسانه .. أنه انكسر
 حاولت أن أكون حقيقيا
 وعندما فشلت
 كنت
 أنتظر العائدين كل يوم بعد الثورة ..
 ( على بُعد محطتين )
 لأعود معهم
 وأحكى عن مغامراتى
 ( التى صنعتها من نشرة الأخبار )
 وكيف أن مسيحيا صب الماء لى لأتوضأ
 وكيف أن ( جورج إسحاق ) وقف وأصحابه ليحمى الساجدين
 وكيف تلقيت الهراوة على ظهرى
 لأحمى امرأة لا أعرفها
 ( يا سلاااااام
 دا الثورة حلوه بشكل يا جدعان )
 حكيت لهم على المقهى
 فصار كل واحد منهم بطلا
 ينتظر الصباح
 ليشترى " كوفية " تليق بالميدان
 ...
 سامى الغباشى 
 من ديوان ( قلب على طاولة ) 2016